خفض قوات أميركا بأفغانستان.. ألمانيا قلقة وطالبان ترحب
شهدت الساعات الماضية، تصاعدا في التحذيرات الدولية من مخاطر انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد سنوات طويلة من تواجدها هناك.
وفي جديد المنضمين إلى قافلة المحذرين اليوم ألمانيا، فقد أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها من عواقب محتملة لخفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان بحلول يناير 2021 على "تقدم محادثات السلام" في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي الأربعاء: "نحن قلقون خصوصا من تبعات الإعلان الأميركي المحتملة على مفاوضات السلام في أفغانستان"، مشددا خصوصا على أن العملية لا تزال في بداياتها.
طالبان ترحب
في المقابل، رحبت حركة طالبان التي انخرطت منذ أشهر في مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية برعاية أميركية، بتلك الخطوة، معتبرة أنها بداية جيدة لإنهاء الحرب.
الناتو والثمن الباهظ
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي حذر، أمس الثلاثاء، من أن انسحابا متسرعا من أفغانستان سيكون "ثمنه باهظا جدا" مع خطر تحول هذا البلد "مجددا إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين". وقال ينس ستولتنبرغ "نواجه الآن قرارا صعبا، نحن في أفغانستان منذ ما يقارب 20 عاما، ولا يريد أي من حلفاء الناتو البقاء لفترة أطول من اللازم، لكن في الوقت نفسه، ثمن المغادرة في وقت مبكر للغاية وبطريقة غير منسقة قد يكون باهظا للغاية".
كما أضاف "أفغانستان تواجه خطر التحول مجددا إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين الذين يخططون وينظمون هجمات في بلداننا، ويمكن أن يعلن تنظيم داعش مجددا في أفغانستان (خلافة) الرعب التي خسرها في سوريا والعراق"
من 4500 إلى 2500
أتت تلك المواقف بعد أن أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، في وقت متأخر أمس، أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب سيخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان من 4500 إلى 2500 قبل أن يترك منصبه، ليتراجع عن الانسحاب الكامل الذي هدد بتنفيذه بحلول عيد الميلاد.
وقال خلال مؤتمر صحافي من البنتاغون: "سننفذ أوامر الرئيس دونالد ترمب بالانسحاب من العراق وأفغانستان"، معلناً أيضاً خفض عدد الجنود في العراق من 3000 إلى 2500. كما أوضح قائلاً إنه "بحلول 15 يناير 2021، سيكون حجم قواتنا في أفغانستان 2500 جندي، وفي العراق 2500 بحلول نفس التاريخ". وأضاف أن "هذا يتوافق مع خططنا وأهدافنا الاستراتيجية التي يدعمها الشعب الأميركي، ولا يعني تغييراً في سياسة الولايات المتحدة أو أهدافها".
في حين أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، روبرت أوبراين، أن ترمب يأمل في عودة جميع القوات الأميركية من أفغانستان والعراق بحلول مايو. وقال في تصريح للصحافيين أمس:" بحلول شهر مايو يأمل الرئيس ترمب في أن يكونوا جميعاً قد عادوا إلى منازلهم بأمان".
يشار إلى أن ترمب الذي وعد مراراً بإنهاء "الحروب التي لا نهاية لها" كان أكد في وقت سابق عزمه خفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 2500 جندي مطلع 2021، بل إنه تحدث في إحدى المرات عن رغبته بعودة كل الجنود من هذا البلد بحلول عيد الميلاد في 25 ديسمبر.
لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر شدد قبل إقالته الأسبوع الماضي، على ضرورة بقاء 4500 جندي أميركي على الأقل في أفغانستان إلى أن تبرهن حركة طالبان على أرض الواقع على أنها خفضت من وتيرة العنف.
وتجري محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية بموجب اتفاق تاريخي أبرمته واشنطن مع الحركة المتمرّدة، وينص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول منتصف عام 2021.