رغم حملة الإخوان.. خارجية ليبيا تتمسك بخروج المرتزقة
على الرغم من الحملات المكثفة التي طالتها خلال الأسابيع الماضية من قبل تيارات وفصائل محسوبة على الإخوان، جدّدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش اليوم الثلاثاء دعوتها لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.
وأكدت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركي جوي هود، الذي وصل إلى العاصمة طرابلس في أول زيارة لمسؤول أميركي منذ تولي السلطة الجديدة مهامها قبل أكثر من شهرين، أن حكومة الوحدة الوطنية "عازمة على بسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي الليبية".
كما أوضحت أنها اتفقت مع المسؤول الأميركي على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية، وضرورة الحفاظ على بلادها موحدة وخاضعة للسيادة الوطنية، مضيفة أن الحكومة ستعمل على تحرير القرار السياسي الليبي وإطلاق مصالحة شاملة.
إلى ذلك، شددت على ضرورة وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته وتعهداته بشأن ملف ليبيا، وملف وقف إطلاق النار ودعم العملية السياسية.
وحدة واستقرار ليبيا أولوية
من جانبه، أكد هود أن هدف الولايات المتحدة هو الوصول إلى ليبيا موحدة ومستقرة دون تدخل أجنبي.
كما رأى أن اجتماع اليوم مع المنقوش يظهر دعم واشنطن التوصل إلى حل شامل للأزمة في البلاد، مشددا على ضرورة وجود توضيحات للركائز الدستورية المتعلقة بالانتخابات المرتقبة في البلاد.
حملة إخوانية
يذكر أن ملف تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية يثير خلافات داخلية وخارجية، وبات يمثل عقبة حقيقية تواجه عمل الحكومة وتقف حجر عثرة أمام المصالحة الوطنية وإطلاق حوار وطني، بعد ارتفاع أصوات تدافع على استمرار بقاء القوات التركية في ليبيا يقودها تنظيم الإخوان والمليشيات المسلحة الموالية له، مهدّدة بعزل وزيرة الخارجية.
20 ألف مرتزق وعسكري أجنبي
وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال أكثر من 20 ألف شخص بين مرتزقة وعسكريين أجانب منتشرين في ليبيا، رغم الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف الليبية وتوقيعها اتفاق لوقف إطلاق النار منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، تنص أحد أهمّ بنوده على ضرورة إنهاء وجودهم في البلاد.
وفي وقت سابق، أكدّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن ليبيا "لم تشهد أي تراجع في عدد المقاتلين الأجانب أو أنشطتهم، لا سيما في وسط البلاد، مشيرا إلى أنّ أنشطة الشحن الجوي متواصلة مع رحلات جوية إلى قواعد عسكرية مختلفة".
بدورها، لوّحت المحكمة الجنائية الدولية أمس الإثنين، بملاحقات قضائية قد تطلق بحقّ المرتزقة والقوات الاجنبية، وقالت إن أنشطتهم داخل ليبيا أصبحت مثيرة للقلق، مشيرة إلى ارتكابهم جرائم داخل مراكز الاعتقال.