هل تراجعت إدارة بايدن عن الاعتراف بالجولان لصالح إسرائيل؟
يبدو أن الولايات المتحدة تراجعت عن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا، في ضربة كبيرة لتل أبيب، ولأحد قرارات السياسة الخارجية الصعبة لإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، بحسب ما أفادت صحيفة "واشنطن فري بيكون" الأميركية.
فبعد أن ألحّت الصحيفة في استفسارها حول موقف الإدارة الحالية من تلك القضية، قال مسؤول في وزارة الخارجية إن المنطقة لا تنتمي لأحد، وإن السيطرة يمكن أن تتغير اعتمادًا على ديناميكيات المنطقة المتغيرة باستمرار.
وكانت إدارة ترمب أعلنت أن الأرض التي استولت عليها إسرائيل من سوريا عام 1967 ستكون جزءًا من إسرائيل عام 2019.
كما قام وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو برحلة إلى المنطقة عام 2020، وأعاد التأكيد على أن أميركا تخلت رسمياً عن سياسة استمرت لعقود طويلة في اعتبار الجولان منطقة محتلة.
وضع غير واضح
ولاحقا أعاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن تلك القضية، ووجهة نظر إدارة بايدن منها إلى الواجهة في فبراير الماضي، عندما امتنع عن الإجابة حول ما إذا كانت وزارة الخارجية ستستمر في الالتزام بقرار الإدارة السابقة، أم لا.
واكتفى حينها بالتأكيد على أن مرتفعات الجولان "لا تزال ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل"، لكن وضعها الرسمي لا يزال غير واضح.
وقد يثير هذا التراجع الأميركي عن الاعتراف بالجولان المحتل، كجزء من إسرائيل، إذا ما أعلن رسميا، غضبًا بين المشرعين الجمهوريين الذين أيدوا في السابق قرار ترمب وأعربوا عن أملهم في استمراره.
كما من المحتمل أيضًا أن يثير قلق القادة الإسرائيليين من جميع الأطياف السياسية، الذين يعتبر أغلبيتهم أن تلك المرتفعات حيوية للغاية لأمن إسرائيل في ضوء التهديدات المستمرة من حزب الله الموالي لإيران.
بومبيو: تهديد لأمن إسرائيل
من جهته، قال بومبيو لـلصحيفة إن الإدارة الحالية تعرض أمن إسرائيل للخطر في وقت يواصل فيه المسلحون المدعومون من إيران التخطيط لهجمات على شمال البلاد. واعتبر أن "مرتفعات الجولان ليست محتلة من قبل إسرائيل، فهي جزء منها.. للإسرائيليين الحق فيها كأرض ذات سيادة".
يذكر أن تلك المرتفعات التي احتلتها القوات الإسرائيلية، تشكل موقعا استراتيجيا وغنيا بالمياه لسوريا، ولم تعترف الأمم المتحدة ولا معظم الدول بعملية الاحتلال الإسرائيلية تلك.