يأمل بإعادة ضبط أجندة إدارته.. بايدن: كان عاما مليئا بالتحديات
عقد الرئيس الأميركي جو بايدن مؤتمرا صحافيا نادرا الأربعاء في مستهل عامه الثاني في السلطة آملا أن يعيد ضبط أجندة الإدارة الأميركية استباقا لما قد يكون انتكاسات انتخابية فادحة للديموقراطيين.
وقال إن "العام الأول من رئاستي كان مليئا بالتحديات، ولكن هناك إنجازات كبيرة تحققت"، حيث تطرق إلى قضايا داخلية، وأخرى دولية، على رأسها التوتر مع روسيا في أوكرانيا.
وأضاف "نواجه تحديات داخلية كبيرة لم نشهدها من قبل"، لكن "سنواصل العمل على المسار الذي وضعناه".
وبشأن وباء كورونا، أكد بايدن أنه "تم تلقيح 75 في المئة من الأميركيين كبار السن ضد فيروس كورونا".
وشدد على أن "متحور أوميكرون أصبح تحديا كبيرا يهدد البلاد"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تعلمت الكثير خلال مواجهة الجائحة، وبتنا في مكان أفضل مما كنا عليه قبل عام".
وأكد أن الولايات المتحدة "لن تعود إلى الإغلاق العام من جديد في مواجهة انتشار كورونا".
وهذا أول مؤتمر صحافي لبايدن خلال العام الحالي وأول حدث رسمي على الإطلاق منذ سفره إلى غلاسغو بداية نوفمبر للمشاركة في قمة المناخ (كوب26).
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أن كامالا هاريس ستكون مجددا نائبته في الانتخابات الرئاسية عام 2024. وقال إن هاريس "ستكون رفيقتي في الترشح" لولاية رئاسية ثانية.
وتواجه هاريس، أول امرأة وأول ملونة تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، تراجعا في شعبيتها منذ توليها المنصب.
وأتي المؤتمر في وقت أظهر استطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة غالوب أن بايدن يحظى برضا 40 في المئة فقط من الأميركيين انخفاضا من 57 في المئة عند بداية ولايته. وقال المؤسسة إن العام الأول من ولاية ترامب هو الوحيد الذي شهد مستويات رضا أدنى منذ الحرب العالمية الثانية.
وعرضت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين، في وقت سابق،رسوما بيانية تظهر أن الاقتصاد يتعافى من صدمة كوفيد الأولى مع انخفاض البطالة إلى 3,9 في المئة بعدما كانت نسبتها 6,4 في المئة قبل عام. وأظهرت أخرى أن عدد البالغين الذين تلقوا اللقاح بالكامل ارتفع من واحد إلى 74 في المئة.
وقالت ساكي إن الرسوم البيانية "توضح تباينا صارخا بين المكان الذي بدأنا فيه وأين نحنا الآن ... هدفنا هو طريقة البناء على ذلك الأساس".
ولم تُذكر سلسلة من الانتكاسات الأخيرة بما فيها أعلى معدل تضخم منذ عقود وإلغاء المحكمة العليا تفويض الإدارة الأميركية بإلزامية تلقيح الموظفين في الشركات الكبيرة.
كما لم يُذكر فشل الديموقراطيين في استخدام أغلبيتهم الضئيلة في الكونغرس الأسبوع الماضي لتمرير أولوية عليا أخرى لبايدن، تتمثل في إصلاحات على قانون التصويت يقول إنها ضرورية لحماية الديموقراطية الأميركية.
وكان من المقرر أن ينظر مجلس الشيوخ الأربعاء في مشاريع إصلاح قانون التصويت، لكن من المؤكد أن جميع الإجراءات ستفشل مع تراجع سناتورين ديموقراطيين عن تأييدها لأسباب إجرائية.
عودة الجمهوريين
يأتي المؤتمر الصحافي عشية ذكرى تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير في ظروف استثنائية مع تفشي الوباء وفي أعقاب هجوم عنيف من قبل أنصار لترمب على مبنى الكونغرس لمحاولة تعطيل إعلان انتصار بايدن.
مع خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس المقرر في الأول من آذار/مارس، لم يبق أمام بايدن إلا القليل من الوقت لتغيير الجو العام قبل انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما يتوقع أن يفوز الجمهوريون على حزبه وبالتالي يسيطرون على المجلس التشريعي.
وذلك ينطوي على خطر تعطيل الكونغرس لمدة عامين، على الأرجح بسبب تهديدات بالمساءلة وعدد كبير من تحقيقات لجان معارضة.
وترمب، الجمهوري الذي يواصل تأكيد فوزه على بايدن في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 2020 ، يسعى لدخول البيت الأبيض مجددا في انتخابات 2024.
ويأمل البيت الأبيض في أن تلقي الأخبار الإيجابية بظلالها على حالة التشاؤم المرتبطة بالوباء، مع استمرار الاقتصاد في الانتعاش وتراجع حدة المتحورة أوميكرون، وتركيز الأميركيين على إنجازات بايدن، مثل الإنفاق الضخم على البنية التحتية.
وقال كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين لموقع بوليتيكو "انتخب الرئيس بايدن لولاية من أربع سنوات، وليس لمدة عام واحد".
لكن بايدن يتجنب التفاعلات المطولة مع الصحافة منذ توليه منصبه، إذ غالبا ما تقتصر على جلسات أسئلة وأجوبة مستعجلة في البيت الأبيض، وقد أثار ذلك تساؤلات.
فقد عقد بايدن تسعة مؤتمرات صحافية رسمية فقط منذ توليه منصبه حتى 31 ديسمبر، مقارنة ب22 مؤتمرا لترمب في عامه الأول و27 لباراك أوباما، وفقا لدراسة أجراها "وايت هاوس ترانزيشن بروجكت".
لكن ندرة المقابلات الصحافية الفردية هي الأبرز: 22 لبايدن و92 لترامب و156 لأوباما.