مخابرات إيران تكره التجمعات.. ومراسم أربعين تخيفها
يبدو أن الاستخبارات الإيرانية تخشى تجدد الاحتجاجات خلال مجالس عزاء بعض قتلى انتفاضة البنزين التي عمت معظم المحافظات في البلاد منتصف نوفمبر الماضي.
فقد أبلغت بعض أهالي القتلى عدم إقامة مراسم أربعين عامة، خشية تجدد موجة الاحتجاج بناء على دعوات عبر مواقع التواصل لإقامة مراسم جماهيرية لأربعينية الضحايا يوم الخميس القادم.
وفي هذا السياق، منعت السلطات الايرانية أسرة بويا بختياري، الشاب الذي قُتل على أيدي قوات الأمن الإيرانية خلال احتجاجات نوفمبر، حيث استُدعي والده إلى وزارة الاستخبارات في طهران السبت، بحسب ما نشر عبر مواقع التواصل.
وقال منوتشهر، والد بويا إن الاستخبارات طلبت من الأسرة ألا تقيم مراسم أربعين ابنهم في مكان عام كما أعلنوا سابقاً، بل أن تقتصر المراسم على تجمع صغير في مسجد.
إلا أن الوالد الذي كان من المشاركين في الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988) والذي أصبح ناقدًا صريحًا للحكومة، أكد أنه لم يقبل طلب وزارة الاستخبارات.
بويا.. وإصابة مباشرة في الرأس
وعلى عكس العديد من أفراد أسر ضحايا الاحتجاجات الذين التزموا الصمت، تحدث والدا بويا بشجاعة مع وسائل الإعلام الدولية حول مقتل ابنهما.
وقال الوالد في مقابلات مع القنوات ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج إن ابنه أصيب في رأسه في 16 نوفمبر وتوفي قبل نقله إلى المستشفى في سيارة إسعاف.
يذكر أن بويا بختياري، البالغ من العمر 27 عاما، كان يعمل مهندسا كهربائيا وكان على وشك الهجرة إلى كندا وفقًا لما قاله والده الدي أكد أن ابنه كان مليئا بالحيوية وأحب الأدب والتاريخ الإيراني.
"قتلوا ابني لأنه احتج!"
وقال منوتشهر في مقابلة مع إذاعة "فردا" الناطقة بالفارسية: "لقد قاتلت في ميدان المعركة لمدة خمس سنوات لرد العدو عن وطننا، والآن قتلوا ابني لمجرد الاحتجاج على زيادة أسعار البنزين".
كما أضاف: "أصيب ابني وقتل يوم السبت 16 نوفمبر، بينما كان واقفًا بجوار والدته في بلدة مهر شهر، في كرج".
يذكر أنه خلال اليوم الثاني من الاحتجاجات الواسعة ضد زيادة أسعار البنزين ثلاثة أضعاف خلال الليل، حطمت رصاصة جمجمة بويا بينما كان يسير مع أمه وأخته وقد توفي في الطريق إلى المستشفى، بحسب والده.
3 أمهات مفجوعات
وكانت صورة لثلاث أمهات إيرانيات مفجوعات بأبنائهن في ثلاث انتفاضات قد انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل وشملت ناهید شیربیشه والدة الشاب بویا بختیاري الذي قتل باحتجاجات نوفمبر 2019 وكذلك حورية فرج زاده، شقيقة شهرام فرج زاده، الذي قتل باحتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009 بالإضافة إلى أكرم نقابي والدة سعيد زينالي، الذي قتل بانتفاضة الطلاب عام 1999.
وأقامت الأمهات الثلاث مجالس تأبين رمزية للضحايا وطالبن في بيانات عديدة بمحاكمة رموز النظام المسؤولين عن قتل أبنائهن والمحتجين السلميين الآخرين حيث أصبحن رمز الأمهات اللواتي يعانين من قمع النظام الإيراني.
وكانت عدة دعوات انتشرت عبر مواقع التواصل لإقامة تجمعات في كافة أنحاء إيران يوم 26 ديسمبر، بالتزامن مع مراسم تريد أسرة بختياري إقامتها لابنهم مع حشد من المواطنين في مقبرة مدينة كرج، جنوب غربي طهران.
وتشعر السلطات بالقلق إزاء هذه التجمعات المرتقبة التي قد تتحول إلى مظاهرات مناهضة للنظام على غرار الاحتجاجات في نوفمبر الماضي والتي قمعت بعنف دموي خلف مئات الجرحى وآلاف المعتقلين.