نائبة إيرانية تستنكر: العرب يرسمون أطفالنا وسط القمامة!
استنكرت النائبة في البرلمان الإيراني، بروانة سلحشوري، الوضع الذي يعيشه الإيرانيون والذي دفع وسائل الإعلام العربية إلى "رسوم كاريكاتيرية تُظهر أطفالاً إيرانيين يبحثون عن الطعام في القمامة"، وعلى خلفية إسقاط الطائرة الأوكرانية بواسطة دفاعات الحرس الثوري دعت العسكريين إلى العودة إلى المعسكرات.
وقالت بروانة سلحشوري، النائبة عن طهران في البرلمان الإيراني على صفحتها في "إنستغرام"، الثلاثاء، إنها دعت من خلال منبر البرلمان مراراً وتكراراً إلى عودة العسكريين إلى الثكنات، وذكرت أن تدخل العسكريين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية "هو السبب وراء الخطأ الذي أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين أطلقهما الحرس الثوري"، لأن العسكريين وبسبب تدخلاتهم في المجالات التي أشارت إليها النائبة "لم يستطيعوا أن يقوموا بواجباتهم في المواقع التي ينبغي أن يكونوا جادين فيها"، على حد قولها.
الضغط الأجنبي ومأساة الطائرة
وذكرت أنه لولا الضغوط الأجنبية، لربما لما تم الكشف عن أبعاد المأساة التي سببتها عملية إسقاط الطائرة الأوكرانية بتاتا.
ورأت النائبة أن الأمور لن تجد طريقها إلى الإصلاح في إيران إلى أن يجد أي شخص نفسه في المكان الذي يناسبه، مؤكدة على أن الوضع الراهن في إيران لا يمكن اعتباره منظماً، لأن من هم على رأس الأمور لا يتحلون بـ"الأهلية والإمكانية والقدرة على الإدارة في المهام الموكلة إليهم".
استفتاء لتعديل الدستور
ودعت سلحشوري إلى تنظيم استفتاء، بغية تعديل الدستور الإيراني واتخاذ قرارات بشأن القضايا ذات الأهمية في البلاد، مع الأخذ بآراء الشعب ووجهة نظره بعين الاعتبار.
وانتقدت النائبة الإصلاحية تصريحا لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال فيه "نحن الذين اخترنا طريقة الحياة التي نعيشها".
وتساءلت: "هل سألتم ذات مرة الشعب فيما إذا كان حقاً هو الذي اختار طريقة العيش هذه؟".
وشددت على أن "الشعب الإيراني لم يختر الموت بكل تأكيد"، في إشارة إلى ضحايا الطائرة المنكوبة.
وأوضحت النائبة أنها لن تترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، وستعمل كـ"ناشطة اجتماعية" لتحارب "دوامة الموت"، على حد تعبيرها.
العرب يرسمون أطفالنا وسط القمامة
وفي إشارة إلى تسليط إعلام الجوار العربي الضوء على الوضع المعيشي للشعب الإيراني، الذي كان من المفروض أن يعيش حياة رغيدة، نظراً لامتلاكه ثروات متنوعة، قالت "يجب ألا تصل الأمور إلى أن ينشر العرب رسوماً كاريكاتيرية، تظهر بلداً جالساً على برميل من النفط وأطفاله يبحثون في القمامة".
وأضافت تقول "إن كرامتنا تحفظ عندما نتمتع بالرفاهية".
الحرس الثوري والأجهزة الموازية
وخاطبت النائبة الإيرانية الحرس الثوري، بصفته أهم جهاز عسكري في بلادها، مشيرة إلى أنه يمتلك مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة من قبيل الجهاز الأمني والاستخباراتي للحرس الثورة الذي يحظى بدعم القضاء ويستفيد من إمكانيات هيئة الإذاعة والتلفزيون حيث المرشد هو الذي يعين رؤساء مثل هذه المؤسسات.
تجدر الإشارة إلى أن المساعي للحد من تدخل قادة الحرس الثوري وأجهزته الموازية وخاصة الناشطة في المجال الاقتصادي والمالي، كانت دوماً تشكل الهم الأول للرؤساء في إيران، حيث نعتهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بـ"الأخوة المهربين" وحاول حسن روحاني أن يُرغم هذا الجهاز العسكري الخاضع لإمرة المرشد الأعلى للنظام أن يعود إلى الثكنات، ولكن دون جدوى.
وكان حسن روحاني وصف، بعد مضي شهر واحد على فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية في عام 2017، وصف الحرس الثوري بـ"الحكومة الحاملة للبندقية"، ما تسبب ذلك في تعرضه لهجوم شديد من قبل التيار المتشدد القريب من زعيم النظام الإيراني، علي خامنئي.
ليست المرة الأولى
هذه ليست المرة الأولى التي تدعو النائبة سلحشوري إلى إجراء "استفتاء شعبي" في إيران، حيث سبق أن دعت في سبتمبر 2018 إلى ذلك لحل المعضلات في السياستين الداخلية والخارجية، ودعت القوات المسلحة الإيرانية للعودة إلى الثكنات، في إشارة إلى دور الحرس الثوري في الهيمنة على الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.
كما طالبت سلحشوري وقتها بإجراء إصلاحات حقيقية لإنقاذ البلاد، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإصلاح القضاء ومكافحة الفساد.
وذكرت النائبة الإصلاحية عبر تغريدة على حسابها في موقع "تويتر" أن كلمتها لم تعجب الكثيرين، وقد واجهوها بشدة، لكنها ماضية في مطلب "الاستفتاء الشعبي" حتى النهاية، على حد قولها.