حشرات من كل نوع تخيف محجوراً عليهم في سوريا
صدمة عنيفة يعيشها سوريون عادوا إلى دمشق من إحدى الدول العربية، ليل الثلاثاء-الأربعاء، بعدما فوجئوا بالمكان المخصص للحجر الصحي، فأطلقوا استغاثة نشرتها صفحات ومواقع إعلامية موالية للنظام السوري.
وبحسب نص "الاستغاثة" التي تم تناقلها بشكل كبير، في الساعات الأخيرة، فإن الذين تم الحجر عليهم، في فندق مطار دمشق الدولي، فوجئوا "بامتلاء الفندق بالحشرات" ومن "كافة الأنواع" فضلا عن غياب مياه الشرب أو مياه النظافة، وعدم وجود أي نوع من أنواع الطعام في الغرف، إضافة إلى وجود الأسرّة، بدون أغطية. على عكس ما دأب النظام على نشره من صور للمكان، تظهره بأجمل حلّة، فيما حالته الحقيقية كانت ما رآه العائدون: لا أغطية للأسرة، حشرات من كل نوع، لا مياه.
وصمة عار
وذكرت الاستغاثة، أن من بين المحجور عليهم، في الغرفة رقم (222) يوجد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أن حالة الطفل "نحو الأسوأ" ولا تسمح له "بإكمال" الليلة في ذلك المكان الذي وصفوه بـ "وصمة عار".
والفندق المشار إليه بالاستغاثة، كان تقدمة من أحد رجال الأعمال القريبين من النظام السوري، أعلن في شهر آذار/ مارس الماضي، تبرعه به، ليكون مكانا للحجر الصحي في إطار مواجهة كورونا، بديلا من الموقع الذي سبق واختارته صحة الأسد، والذي كان في منطقة "الدوير" بريف دمشق.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، في شهر آذار/ مارس الماضي، قد ضجت بصور وصرخات لمحجور عليهم في مركز "الدوير" بسبب غياب أدنى المعايير الصحية والطبية عن المكان المفترض أنه للحجر الصحي، بعدما أظهرت الصور أكواما من أكياس القمامة، وانتشار الأوساخ والقذارة مع غياب تام لأي آلية استحمام ونظافة، داخل مقر الحجر المذكور الذي شهدا اكتظاظاً شديدا بعدد نزلائه. فتبرع رجل أعمال بفندق دمشق الدولي، ليكون مقرا بديلا لمركز "الدوير" وتأتي استغاثة المحجور عليهم، في المركز البديل، لتؤكد أن الأمور تتجه نحو الأسوأ بكثير. بحسب ردود الأفعال.
وفيات شبان بنوبات قلبية
وذكرت "استغاثة" المحجور عليهم في فندق مطار دمشق، أن من بينهم من حياته "في خطر" ومنهم كبار السن، والبعض من المرضى، مطالبين سلطات النظام "بمحاسبة المرتكبين" بحد تعبيرهم.
وبحسب بيانات النظام السوري، فإن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، بلغ 47 حالة مؤكدة، فيما تؤكد مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وجود عدد أكبر من الإصابات في سوريا، خاصة في المناطق التي تشهد اختلاطاً مع إيرانيين. حيث ترجح بعض التقارير أن تكون الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، هي المصدر المتحمل الأقوى، لنقل العدوى في البلاد، فضلا من مصادر عدوى أخرى.
وفي هذا السياق، شهدت مدينة "جبلة" التابعة لمحافظة اللاذقية، ما بين شهري آذار/ مارس ونيسان أبريل الفائتين، وفاة عدد كبير من الأشخاص، بما قيل إنه بسبب نوبات قلبية، وأعمارهم تقل عن ستين عاماً، بحسب ما ذكرت صفحات تواصل اجتماعي موالية للنظام، وتحرر من الساحل السوري، فيما تخوّف عدد من ناشطي النظام، أن تكون تلك الوفيات، ناتجة من أسباب أخرى غير النوبات القلبية التي حصدت شبّاناً، ملمحين إلى كورونا.
ارتفاع معدل الجريمة
ويستقبل مطار "باسل الأسد" الدولي في اللاذقية، بعض رحلات العائدين من أنصار النظام الذي خصص لهم، مستشفى "الحفة" ومركزاً في الكورنيش الجنوبي لمحافظة اللاذقية، وأجزاء من بعض الفنادق في المحافظة التي ترزح تحت مخاطر أمنية، إضافة إلى المخاطر الصحية، بسبب ارتفاع معدل الجرائم والسرقات فيها.
فقد انتشرت عصابات سرقة المنازل، في منطقة "القرداحة" التي تعتبر مسقط رأس آل الأسد، وقامت بسرقة محتويات البيوت، بحسب ما أعلنته داخلية النظام، أمس الثلاثاء، بإعلانها القبض على عصابة من ستة أشخاص أعمارهم ما بين 17 و20 عاماً، يقومون بسرقة البيوت وأسلاك الكهرباء والهواتف النقّالة "وأشياء أخرى من المنازل ليلاً، في ريف منطقة القرداحة" كما قالت.
استغاثة "الدوير" وفندق مطار دمشق
وكانت مدينة "القرداحة" قد شهدت مقتل قريبتي رئيس النظام السوري بشار الأسد، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما قام الملازم أول في داخلية النظام، ويدعى وئام زيود، باقتحام بيت الفتاتين نور وهبة جبور، وإطلاق النار عليهما، وقتلهما على الفور، وذكر أنصار النظام أن سبب الجريمة، هو قيام القتيلة "هبة" بفسخ خطوبتها من الضابط القاتل.
وكان محجور عليهم، نقلهم النظام من مركز "الدوير" إلى مركز فندق مطار دمشق، قد ظهروا في فيديو نشر على نطاق واسع، في شهر آذار/ مارس الماضي، وهم يتحدثون عن صدمتهم البالغة بما حل بهم في المطار بعد عودتهم ثم تركهم في بهو الفندق بعد امتلاء غرفه بالكامل، وقال أحد الظاهرين في الفيديو: "لا سامحكم الله، لا وفقكم الله، هذه من قلب محروق".