بغداد - 30 - 12 (كونا) -- كشف خبير متخصص بجرائم المخدرات في العراق أن خطوط تهريب المخدرات نحو دول الشرق الأوسط ترسمها عادة محددات السياسة والأمن والاقتصاد مستشهدا بحركة المخدرات في بلاده على مدى عقود والتي كانت إبان النظام العراقي السابق موجهة للاضرار بدول الجوار بدوافع سياسية عدائية ثم تغيرت وجهتها مؤخرا إلى الداخل بفعل تراجع الأمن والاقتصاد هناك.
وقال الاعلامي والخبير في جرائم المخدرات العراقي علي العتابي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "ان خطوط تهريب المخدرات القادمة من افغانستان حيث تزرع وتصنع معظم انواعها المستهلكة في الشرق الاوسط كانت ولا تزال تصل الى العراق عبر ايران المبتلاة هي الاخرى بهذه الآفة بحكم قربها من افغانستان".
وأضاف العتابي ان العراق "كان يفرض قبل عام 2003 عقوبات مشددة تصل الى الاعدام لمن تثبت عليه تهمة تعاطي المخدرات والمتاجرة بها في الداخل بيد انه في ذات الوقت كان متورطا بتهريب المخدرات الى جاريه الخليجيين السعودية والكويت بدوافع سياسية عدائية".
وتابع "لذا تجد ان العراق كان حينها خاليا تقريبا من التعاطي وحتى من مصحات معالجة المتعاطين او مراكز التأهيل لقلة اعدادهم آنذاك خوفا من العقوبات الصارمة" مشيرا الى ان "ما بعد عام 2003 تغيرت خطوط التهريب وصار عاملا الامن والاقتصاد الحاكمين في هذا الملف اذ تحول العراق بفعلهما الى مستهلك لها اكثر من كونه مهربا لها".
وفي السياق ذاته رأى الخبير العراقي ان ضعف السيطرة على الحدود العراقية - الايرانية الممتدة على مسافات طويلة فضلا عن حالة الانفلات الامني وضعف قبضة الدولة واشتراك جماعات متنفذة تملك المال والسلاح في تجارة المخدرات حولت البلاد من محطة عبور الى محطة استهلاك واعدة للمخدرات بأصنافها التخليقية والكلاسيكية.
وحذر في هذا المجال من ان "هذا لا يعني ان خطوط التهريب من العراق الى دول الخليج انقطعت كليا او توقفت بل ان دوافع التهريب تحولت من دوافع سياسية قوية التأثير الى دوافع تجارية ضعيفة التأثير".
وفي هذا الصدد استشهد العتابي بما تم تسجيله مؤخرا من محاولات لتهريب المخدرات الى المملكة العربية السعودية باستخدام الطائرات المسيرة والتي تحمل نحو 20 كغم من المخدرات بيد انها احبطت من قبل حرس الحدود السعودي.
واشار الى ان السعوديين "عملوا على تعزيز اجراءاتهم الامنية لمواجهة تلك المحاولات عبر نشر المزيد من المفارز الامنية ومد الاسلاك الشائكة ونصب الاسلحة المضادة للطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية والدوريات السيارة للحد من قدرة شبكات التهريب العراقية من الوصول الى الداخل السعودي".
اما بخصوص التهريب من العراق الى الكويت فأوضح ان الاخيرة لا تعد سوقا لانواع المخدرات المنتشرة في العراق ك"الكريستال والامفيتامينات" بل ان حالات التعاطي المسجلة هناك كانت بمنشطات تدعى حبوب "صفر - واحد" وهي قليلة التداول في العراق.
وذكر ان شبكات التهريب بين البلدين تعتمد احيانا على استخدام اليخوت وزوارق الصيد والقوارب في مياه الخليج العربي فضلا عن الطرق البرية من بادية (السماوة) الى المناطق الحدودية مع الكويت.
من جهة اخرى رأى العتابي ان الاوضاع الاقتصادية والامنية في كل من ايران وسوريا ساهمت هي الاخرى في رسم خط تهريب جديد من الشرق الى الغرب عبر الاراضي العراقية اذ يعتقد ان ايران تتغافل عن هذه التجارة المتجهة الى الخارج بسبب الوضع الاقتصادي المتردي هناك في حين لا تقوى سوريا على منع دخولها بسبب وضعها الامني المتراجع الذي تشهده.
كما رأى ان دول الاقليم وحتى دول العالم ملزمة بالتعاون فيما بينها لمواجهة هذه الآفة لاسيما ان العديد من الدول العربية ابتليت بها فيما تحول العراق الى معبر ايضا نحو دول الاتحاد الاوروبي عبر تركيا.
وذكر "ان ضعف السيطرة على الحدود في العراق كان عاملا اساسيا في تحوله الى محطة استهلاك وعبور للمخدرات وسببا في نمو تشكيلات اجرامية تملك المال والتأثير والسطوة التي وصلت بها الى التورط باغتيال قضاة وضباط وعناصر امن كلما تهددت مصالحها".
من جهتها ترى (مديرية مكافحة المخدرات) في العراق ان معالجة هذه الازمة تحتاج الى قوانين اكثر تشددا بحق المتعاطي للمخدرات وذلك لكبح هذه الافة والقضاء عليها.
وقال مدير اعلام المديرية العقيد بلال صبحي في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع) انهم سبق ان قدموا مقترحات لتعديل قانون مكافحة المخدرات بما يشدد العقوبات على المتعاطين لكنها رفضت من قبل وزارة الصحة العراقية "لكونها ترى ان المتعاطي لابد ان يعامل كمريض وليس كمجرم".
وأوضح صبحي ان العقوبات حاليا تقتصر على المتاجرين والمروجين والمصنعين اذ قضت بإعدام المتورطين بإدخالها للبلاد والسجن المؤبد للمتورطين بزراعتها وصناعتها.
وتعلن الحكومة العراقية بين الحين والاخر اعتقال تجار مخدرات ومتعاطين في قضايا داخلية بيد انها كشفت في 30 من ابريل الماضي عن تفكيك شبكتي تهريب مخدرات دوليتين واعتقال عشرة متهمين نصفهم من جنسيات عربية فضلا عن مصادرة اكثر من طن من المواد المخدرة.
وذكر (جهاز الامن الوطني العراقي) حينها في بيان ان الشبكة الاولى اطيح بها في عملية استباقية استهدفت مخزنا جنوب غربي بغداد واسفرت عن ضبط 2ر6 مليون حبة مخدرة وهو ما يقدر بطن من المواد المخدرة فضلا عن اعتقال سبعة متهمين بينهم اربعة عرب.
اما الشبكة الثانية فأطيح بها في مداهمة لوكر مخدرات اعتقل فيها متهم عربي واحد وبحوزته ستة كيلوغرامات من مادة الحشيشة واعترف بدوره على متهمين عراقيين اعتقلا لاحقا.
واشار البيان الى ان اعضاء الشبكتين اعترفا بارتباطهما بشبكات دولية لتجارة المخدرات وادخالها الى العراق وتمت احالتهم جميعا للجهات القضائية لينالوا الجزاء العادل. (النهاية) ع ح ه / ا ب خ
СЕНСАЦИОННЫЙ ДОКЛАД ПРО ДЕЛО СКРИПАЛЕЙ, САФРОНОВА, ГОЛУНОВА.
В России запустили бесплатного цифрового ЗОЖ-помощника
Филиал № 4 ОСФР по Москве и Московской области информирует:
Отделение СФР по Москве и Московской области выплатило единовременное пособие при передаче ребенка на воспитание в семью 474 семьям региона
Галина Ржаксенская впервые стала участником ПМЭФ в Санкт-Петербурге
Театр и Цирк, Культура и Концерт, Россия и Дети: Учащиеся Гурульбинской школы восхитились мастерством жонглирования, игрой с хула-хупами, иллюзионистами цирка Бурятии
Первый Международный фестиваль «Мир классического романса»
Сергей Собянин: Активно укрепляем отношения с Китаем
Сказка театра Ульгэр в Бурятии «Волшебный платок бабушки Дари» - это захватывающее путешествие в мир волшебства - Театр и Цирк, Культура и Концерт, Россия и Дети: