"الأمهات ما زالو ينجبون": الأطفال السوريون على الجبهة الليبية
![](https://riafan.ru/uploads/2020/05/31/orig-1590920341_siriya_aleppo_deti_5_8658d2cf69fcd32ef84047e9ba4fbf91.jpg)
من المعلوم، أن آلاف المسلحين السوريين تركوا "الثورة المباركة" بناء على أوامر رؤسائهم الأتراك وانتقلوا بسرعة إلى ليبيا لمحاربة الجيش الوطني الليبي وزعيمه خليفة حفتر.
يجب القول أنه عندما حارب المسلحون القوات السورية، في الغرب وفي الدول العربية كانوا محاطين بهالة من البطولة. صنعت وسائل الإعلام صورة محاربين إسلاميين شجعان يقاتلون ضد طاغية من أجل حرية شعبهم. إما في وضع ليبيا، فقد تحول "الثوار" السوريون إلى قتلة مأجورين عاديين.
وكما قال أحد المرتزقة في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الفيدرالية، فهو ورفاقه لم يمسكوا بأيديهم حتى نصف المبلغ الذي وعدوا به والبالغ 2000 دولار شهريا. تتم معاملتهم مثل الماشية، يسرقون باستمرار ويطلقون النار في الساقين حتى لا يذهبوا إلى المعركة.
وليس لدى أعضاء "الجيش السوري الحر" أي خيار. لا أحد يحتاجهم بعد الآن، ولا حتى شعبهم. لا يمكنهم العمل وتربية الأطفال في "الأراضي المحررة من الأسد". المخرج الوحيد هو الاستمرار في القتال من أجل المال في كل مكان.
أشبال أردوغان
ليس سرا أنه ضمن المرتزقة السوريين يتم تجنيد القاصرين أيضا. وبحسب تقارير إعلامية، يقاتل حوالي 150-180 طفلا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني. هؤلاء في الغالب مقاتلون من "فرقة السلطان مراد". جرى إغرائهم بالرواتب الكبيرة- ألفي دولار كاملة، والتي كانت بالنسبة لـ"المعارضة" الفقيرة التي وجدت نفسها في وضع صعب بسبب نجاحات الجيش السوري ، فرصة لحياة جديدة.
في الأيام الآخير، ظهرت قصة الطفل السوري إبراهيم ريا البالغ من العمر 17 عاما، الذي يُزعم أنه قتل في طرابلس خلال تصادم مع الجيش الوطني الليبي، على الشبكات الاجتماعية. وكتب الإعلام أنه وصل إلى العاصمة الليبية قبل أيام قليلة عبر تركيا وتوفي على الفور في إحدى المعارك. في عدد من المنشورات والوكالات التركية ، وكذلك في الجزيرة، سارعوا إلى دحض أخبار مقتل ريا. ومن الممكن أن تكون هذه القصة بالذات مزيفة.
ولكن هناك العديد من هذه القصص- ووفقا لبعض التقارير، فقد قتل 16 طفلا بالفعل في ليبيا. لا تذكر جميع الحالات في وسائل الإعلام، لكن حساب الجيش الوطني الليبي الرسمي على تويتر جمع أرشيفا كاملا مع أسماء وتواريخ وظروف مقتل الشباب. ومن المعروف أيضا كيف يتم تجنيدهم. يحدث هذا، دون علم الوالدين. تتم دعوة الأطفال من إدلب والجزء الشمالي من حلب للعمل في عفرين. من أجل العمل والحصول على الأموال في مجال الزراعة. وهناك يتم بالفعل تجنيدهم في الجماعات المسلحة وإرسالهم إلى إفريقيا.
إجراءات قانونية
ونادرا ما يتحدث "الخبراء" الموالون لتركيا عن حكومة الوفاق الوطني دون ذكر الأمم المتحدة. هذه هي حجتهم الرئيسية، تعترف الأمم المتحدة بحكومة الوفاق، ولهذا توقفوا عن الضغط.
ولكن "الخبراء" ينسون أن القانون الدولي يعترف أيضا باستغلال الأطفال في الحرب كجريمة حرب. هكذا وصف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ووفقا للاتفاقية 182 لمنظمة العمل الدولية، فإن استخدام الأطفال كجنود هو أحد أسوأ أشكال عمل الأطفال. ويمكن قراءة الشيء نفسه في اتفاقيات جنيف، وفي بروتوكولات إضافية لها.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعية
ردود فعل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية على التقارير حول مقتل إبراهيم هي على عكس الأخبار ليست مزيفة.
وقال أحد المستخدمين "لماذا لا يرسل أردوغان أطفال تركيا للقتال في ليبيا".
وأضاف "مع الأسف السوريين أصبحوا وقود حروب أردوغان التوسعية".
ومستخدم آخر يقول أن "تركيا أمام العالم ترتكب جريمة إنسانية في جلب أطفال سوريا للقتال في ليبيا".
لكن بعض الأتراك متفائلون للغاية، حيث كتب مستخدم يحمل لقب " Altay": " سيكون هناك المزيد. الأمهات مازالو ينجبون."
ومنشور مستخدم أخر يدعى عثمان أقل تشاؤما، لكنه مشبع بالملحمة العثمانية البطولية:
"فرقة السلطان مراد منا نحن التركمان من آل ارطغرل نموت لتحيا تركيا الإسلامية سدا منيعا للطواغيت وأمنا للمسلمين كل من أصوله تركية يتمنى أن ينتمي إلى الجيش المحمدي، المال فقط لحثالة شخبوط وأبو منشار، نحارب من أجل شرف المسلمات وأطفالهم الذي دنسه شبيحة بشار المجرم".
الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن الروايات الموالية لتركيا تترك هذا النوع من الرسائل تحت أنباء عن مقتل طفل سوري في ليبيا. أرسلت إلى هناك من قبل "تركيا الإسلامية". إذا مات حقا، فهل سيمجد الأتراك اسمه؟ هل سيموت من أجل الإيمان؟ وما علاقة قوات بشار الأسد بهذا، عندما يقاتل السوريون في ليبيا؟ هل يعرف هؤلاء السوريون من هو ارطغرل؟ وأخيرا، ماذا ستقول أمهات الأطفال الذين قتلوا في طرابلس؟ من الشرف لهم أن "يدافعوا" عن التركمان من مجموعة "السلطان مراد".